الجمعة، 3 فبراير 2012

الرياح ودورها في نزول الأمطار

بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فهذه تدوينة عن
 الرياح ودورها في نزول الأمطار
الرياح هي هواء يتحرك أفقياً من منطقة ضغط مرتفع لمنطقة ضغط منخفض والمسبب لاختلاف الضغوط هو درجة الحرارة الصادرة من الشمس  .
وتعد الرياح من أهم العوامل المؤدية بعون الله تعالى إلى نزول الأمطار وذلك لأن الرياح تقوم بمهمة نقل الرطوبة ( بخار الماء ) إلى الطبقات الباردة من الجو ليحصل التكثيف ( التكاثف ) كما أن أتجاهاتها والأماكن التي تمر فوقها تعتبر من أهم العوامل التي تؤثر في كمية المطر زيادة أو نقصاً ..
وإذا تأملنا كتاب الله عز وجل وجدنا أنه في عدة مواضع يقترن ذكر الرياح بالسحاب ويصف الرياح بأنها بشير المطر فمثال الأولى قوله تعالى ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) وقال تعالى ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ) الحجر 22 ،، وقال تعالى ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ) الروم آية 48 ،، وقال جل شأنه ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها وكذلك النشور ) فاطر آية 9 ،، 
ومن الآيات التي أشار فيها الله سبحانه وتعالى إلى أن الرياح هي بشير المطر قوله تعالى ( وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ) الأعراف آية 57 ،، وقال تعالى في سورة الفرقان الآية 48 ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماءً طهورا ) وقال عز من قائل ( أمٌن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) النمل 63  ،، وقال في موضع آخر من كتابه الكريم ( ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) الروم 46
ومما سبق من هذه الآيات الكريمات يتضح لنا أن الرياح تسبق المطر وتدل عليه بل إنها سبب في تكون السحاب الممطر 




ويعتبر عامل الرياح من العوامل المهمة والمؤثرة في المناخ وكمية الأمطار فالرياح التي تعبر من فوق المسطحات المائية ( بحار ومحيطات ) تكون رطبة ومحملة ببخار الماء بعكس الرياح التي تهب من فوق المناطق الصحراوية تكون جافة ومثيرة للأتربة في الغالب .

مناطق الضغط المنخفض L ومناطق الضغط المرتفع H

إذا شعرت ذات يوم برياح تهب من جهة معينة فاعلم حتماً أنها تندفع من منطقة ضغط مرتفع إلى منطقة ضغط منخفض ويحدث هذا بفعل الحرارة الصادرة من الشمس عندما تسخن منطقة ما فيتمدد الهواء الساخن وتقل كثافته ويصعد فوق الهواء البارد إلى أن يبرد ثم يتكثف وبهذا يكون في هذا المكان منطقة ضغط منخفض تتجه إلى مركزه الرياح من جميع الاتجاهات وعادة ما تتكون في مناطق الضغط المنخفض السحب الممطرة ..
أما في المرتفع الجوي فيتم طرد الرياح من مركز المرتفع إلى جميع الاتجاهات ويكون الجو صحو في الغالب ماعدا بعض السحب العالية أحياناً ..




الرياح الجنوبية ( الأزيب ) 


عرف الناس منذ القدم الرياح الجنوبية أو الجنوبية الغربية حيث تحمل إليهم بشائر المطر وأطلقوا عليها  مصطلح ( الأزيب ) وميزة هذه الرياح في الجزيرة العربية أنها رطبة دافئة بخلاف الرياح الشمالية الغربية حيث تكون باردة وجافة ،تنشط رياح الأزيب على الساحل الغربي  إذا تمركز منخفض جوي في شمال الجزيرة العربية أو في الشمال الغربي منها أو على الجزء الشمالي من البحر الأحمر ، وأحياناً تكون شديدة مثيرة للأتربة والغبار وذلك بحسب شدة وتعمق المنخفض الجوي كما تهب على مناطق وسط المملكة والمنطقة الشرقية حين وجود منخفض جوي في شمال شرق الجزيرة العربية ، 
أحياناً يلاحظ المتابع أن الأزيب  تحمل قطعاً ضخمة من السحب تتحرك بسرعة من الجنوب الغربي نحو الشمال أو الشمال الشرقي  من فترة الظهير وحتى المساء فما تلبث أن تعبر قطعة إلا تلتها أخرى وفجأة تتوقف الرياح وتتلبد السماء بالغيوم بشكل كلي ، ما تفسير ذلك ؟  يدل هذا على التقاء الهواء الدافئ الرطب والمتمثل في الأزيب مع الهواء البارد والذي يرافق المنخفض الجوي 
ويحدث التكاثف فتتشكل السحب المنخفضة الممطرة بشكل سريع .
وتؤثر الرياح الجنوبية الغربية إيجاباً مع المرتفعات الجبلية مثل مرتفعات عسير والباحة والطائف حيث أنها تحمل الهواء الرطب ثم يصطدم بالمرتفعات الجبلية فيصعد للأعلى ثم يتكثف بفعل الهواء البارد وتهطل منه أمطار سريعة وغزيرة ( المطر التضاريسي ) ويكون هنا دور المرتفعات الجبلية هو دور الرفع للتيارات الدافئة الرطبة ..


الرياح الجنوبية الغربية الموسمية 
نوع  من الرياح الممطرة التي تهب على الجزيرة العربية في فصل الصيف هي الرياح الجنوبية الغربية الموسمية وأسباب هذه الرياح هو انخفاض قيم الضغط على آسيا عموماً فتهب هذه الرياح صيفاً محملة بالرطوبة التي مصدرها هو المحيط الهندي والمحيط الأطلسي فتهطل أمطارها بإذن الله تعالى على اليمن ومرتفعات جنوب المملكة العربية السعودية فنلاحظ أن منطقة جيزان تنعم بالأمطار الغزيرة في فصل الصيف خاصة السلاسل الجبلية الشرقية منها كما أن مدينة أبها تكون محط أنظار المصطافين في هذا الوقت ، أيضاً تسقط الأمطار وتتشكل السيول على بعض الجبال المنخفضة في تهامة فتجري منها السيول أحياناً خلال الصيف مثل هذه الصورة 


هذه الصورة من موقع الأرصاد السعودية التقطت بواسطة القمر الصناعي يوم 29-7-1431هـ  الموافق 11 يوليو 2010 وكانت حالة جوية ممطرة في عز الصيف شملت الكثير من المناطق والمحافظات خاصة مرتفعات أبها والباحة والطائف وتوقفت الغبار على الشريط الساحلي ذلك اليوم وثلاثة أيام تليه توقف تام وكانت الأجواء رائعة ونتج منها هذا المنظر الذي التقطت منه هذه الصورة في وادي حلية أحد أودية محافظة الليث شرق الوسقة ..


الرياح الشمالية الشرقية الباردة 
تؤثر هذه الرياح على مناطق شمال وشرق ووسط المملكة العربية السعودية شتاءً وهي رياح باردة جافة ولكنها حين تمر فوق مسطح مائي كالخليج العربي فإنها تشكل سحب وأمطار قد تكون غزيرة أحياناً أو تصطدم بتيارات رطبة يحملها منخفض السودان الحراري .







هناك 25 تعليقًا:

  1. شكراً عالمعلومات :-)

    ردحذف