السبت، 23 يونيو 2012

أيام الغبار وحضور المنخفض الهندي

الغبار ، الغبرة ، البوارح ، المجليات ، كلها مسميات لشيء واحد هو الرياح الشمالية الغربية والتي تهب على الجزيرة العربية صيفاً وتثير معها الرمال المتفككة بعد عام أو أعوام جافة ..


تتزامن بعض المشكلات الصحية في الجهاز التنفسي مع الغبار وهناك المعاناة على الطرق البرية ويكثر الطلب على صابون الفيري والذي لم تكن تتوقع الشركة التي صنعته أنه سيستخدم كواقي نموذجي للسيارات من ضرب الرمال القوية علاوة على تنظيف الصحون !




أيضاً تستخدم بعض الخلطات العازلة ( تغبيرة ) وكم تجد من سائق محبط ومغتاظ من الأثر البالغ الذي تسببه الغبار في مقدمة سيارته وقد يتسبب في حوادث السيارات بسبب تراكم الرمال الزاحفة على جنبات الطريق وأحياناً على الطريق نفسه وفي هذا 
الجانب قصور كبير من الجهات المسؤولة في السعودية .




وهناك أيضاً تأثر بالغ للمنازل يؤدي إلى نزوح بعض الأسر أحياناً وانتقالهم إلى مناطق أخرى بسبب هجمة الغبار التي لا قبل لهم بها



متى تهب الغبار ( الرياح الشمالية الغربية ) ومتى تتوقف ؟
انقضاء فترة الكنة ( كنة الثريا ) يعتبر هو وقت انطلاق الغبار فعلياً وكنة الثريا هو الوقت الذي تستكن فيه الثريا أي لا تظهر بسبب ظهورها في وقت النهار بالنسبة لأفق الجزيرة العربية وهناك اختلاف أيضاً من مكان لآخر وهو تسعة وثلاثون يوماً من التاسع والعشرين من أبريل وحتى السابع من يونيو ، لكن في الخليج العربي والمنطقة الشرقية من السعودية قد تهب رياح البوارح قبل هذا الوقت بقليل بسبب نشاط المنخفض الهندي المبكر ، في منطقة الخليج العربي تتوقف الغبار عادةً بطلوع الهنعة ثاني مراحل الجوزاء وهي من 15 يوليو إلى 28 من نفس الشهر وفي الساحل الغربي من المملكة العربية السعودية تتوقف الغبار مع طلوع النثرة ( الكليبين ) في 11 أغسطس ولدي بعض المذكرات التي دونتها في السنوات الماضية تجاوزت الغبار فيها هذا الموعد مثل عام 2010  لكنها بشكل خفيف ولابد من الإشارة إلى أن السنوات تختلف من ناحية شدة هذه الرياح ومن ناحية الوقت الذي تنتهي فيه تبعاً لنشاط المنخفض الهندي فهناك غبار يهب حتى أواخر سبتمبر خاصة على سواحل المملكة الغربية ولكنه خفيف جداً ولا يعيق أي نشاط غير قنص القمري في الساحل !!! كما أنه متقطع وليس بشكل يومي ويترافق مع هذا الغبار الذي يهب في سبتمبر تكوينات ممطرة على المرتفعات الجبلية وهذه ظاهرة لا تكاد تنفك عن الشهر التاسع الميلادي سبتمبر ولا ديمومة للعوامل الجوية ..
في هذه السنة 1433هـ 2012 م تعم الغبار جميع أيام شهر رمضان في المنطقة الغربية والشمالية الغربية وتخف بشكل واضح خلال
النصف الثاني من الشهر الفضيل في المنطقة الشرقية والشمالية والوسطى ويكون بإذن الله تعالى عيد الفطر قبيل طلوع الكليبين بمعنى
أن إجازة العيد ستكون في طالع النثرة والذي تتوقف فيه الغبار ويزداد فيه الحر والرطوبة والسحب الغير ممطرة إلا رش خفيف جداً إذا تهيأت الظروف بأمر الله .

المنخفض الهندي ودوره في نشاط هذه الرياح التي تثير الغبار :
المنخفض الهندي هو منطقة ضغط منخفض تتشكل فوق شبه القارة الهندية بقيم ضغط متدنية جدا في مركز المنخفض وعند تمدد المنخفض يزيد الضغط مقارنة بالمركز لكنه يبقى منخفضاً ..
هذا المنخفض يستثير الرياح الجنوبية الغربية والتي تهب على الهند من المحيط الهندي محملة بكميات هائلة من الرطوبة وتتزود برطوبة إضافية من خليج البنغال فتصطدم بمرتفعات الهند مثل جبال الهملايا فتسقط بفعل ذلك أمطار غزيرة على الهند في هذا الوقت من السنة .


وتستفيد دولة الإمارات خاصة النواحي الشرقية منها من هذا المنخفض الصيفي الحدوث وكذلك سلطنة عمان في جنوبها الشرقي وأيضاً اليمن ومرتفعات جنوب غرب السعودية وأجزاء من صحراء الربع الخالي .


كما يؤثر المنخفض الهندي سلباً على مناطق شرق وشمال ووسط وغرب السعودية بدرجات حرارة مرتفعة جداً خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس حيث يجلب تمدد هذا المنخفض الرياح الرطبة من المحيط الهندي وبحر العرب ولكنها تفقد رطوبتها بشكل شبه كلي بسبب مرورها فوق المساحات الشاسعة الجافة .
وياتي تأثير المنخفض الهندي في الرياح الموسمية ( البوارح - الغبرة ) حيث أنه يجذب الرياح نحوه وهناك مرتفع شرق البحر الأبيض المتوسط يدفع بالرياح طبقا ً لقاعدة انتقال الرياح من مناطق الضغط المرتفع إلى المنخفض


 فهدوء الغبار على مكان  خلال الصيف يعني أن المنخفض الهندي قد تمدد فوقها وتجاوزها وإذا تراجع عنها سادت عليها الرياح الشمالية الغربية متجهة نحو مناطق الضغط المنخفض وهكذا .


هناك 15 تعليقًا:

  1. سبحان الله

    شكرًا ع الطرح

    ردحذف
  2. أهلاً وسهلاً أختي مهاجرة والشكر الجزيل لمرورك .

    ردحذف